الصفدي أمام مجلس الأمن: نقف مع قطر في كل خطوات تتخذها لحماية أمنها وسيادتها

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ندين هذا العدوان الغادر الغاشم على قطر، وكما أكّد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يقف الأردن مع قطر بالمطلق في كل ما تتخذه من خطوات لحماية أمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها،  أمننا وأمن قطر واحد. واستقرار قطر واستقرار المنطقة واحد. ورؤيتنا مشتركة، وخيار قطر وخيارنا واضح بيّن.

وأضاف الصفدي خلال كلمة الأردن في جلسة مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، بشأن العدوان الاسرائيلي على العاصمة القطرية:

حكومة مارقة، ملطّخة بدماء الأبرياء، مجبولة على التطرف والكراهية، لا تكترث بقانون دولي، ولا ترتدع بقيمة إنسانية، ترى نفسها فوق القانون، وتعتمد البطش لفرض عقائدية عنصرية، وتحقيق أهداف توسّعية، تهدّد السلم والأمن في المنطقة والعالم. هذه هي حقيقة الحكومة الإسرائيلية، التي آن للمجتمع الدولي أن يتحرّك فورًا وبفاعلية للجم غطرستها، وحماية المنطقة كلها من كارثية أفعالها.

خلال الأشهر الثلاثة والعشرين الماضية، قتلت إسرائيل أكثر من خمسة وستين ألف فلسطينيٍّ في غزة، زهقت حيوات خمسمئة وأربعين من عاملي الإغاثة الإنسانية، ومئتين وسبعة وأربعين صحافيًّا.

استخدمت إسرائيل التجويع سلاحًا، فارتقى نتيجة المجاعة التي صنعتها في غزة أربعمئة وأحد عشر فلسطينيًّا بينهم مئة واثنان وأربعون طفلاً.

تضرب إسرائيل استقرار لبنان، وتحتل المزيد من الأرض السورية، وتصنع الفتنة المستهدفة إغراق سوريا في الفوضى والصراع.

وفي خرق فاضح آخر للقانون الدولي، وتصعيد خطير، تنتهك إسرائيل سيادة دولة قطر الشقيقة، وتشنّ على عاصمتها الدوحة هجومًا جبانًا، في تجسيد فجّ للغدر بدولة لم تنفك تعمل بلا انقطاع، بشراكة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأميركية، للتوصل لاتفاق تبادل يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وينهي المعاناة، ويفتح الباب أمام العودة للدبلوماسية لتحقيق السلام والأمن للجميع.

تكذب الحكومة الإسرائيلية ومتطرفوها في كل ما يسوقون من مزاعم لتبرير غدرهم بقطر بعد كل ما بذلته من جهود لإنجاز اتفاق تبادل لإنهاء الحرب.

مبادرة السلام العربية تنتظر تفاعلاً إسرائيليًّا إيجابيًّا معها منذ العام ٢٠٠٢.

يحمل مجلسكم الكريم مسؤولية حماية الأمن والسلم، ويملك أدوات ذلك، استخدموا هذه الأدوات. طبّقوا القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة اللذين يشكّلان أساس شرعيتكم، استخدموا هذه الأدوات لفرض قبول اتفاق التبادل الذي عملت عليه قطر ومصر والولايات المتحدة، استخدموها لوقف العدوان على غزة، لإنهاء المجاعة، لفرض إدخال المساعدات الإنسانية.

على مجلس الأمن حماية ما تبقّى من صدقية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لإعادة الإيمان بأن القيم الإنسانية والقانون الدولي وُجدوا ليُطبَّقوا من دون تمييز أو انتقائية، لتأكيد أن لا حصانة لمعتدٍ، وأن لا دولة فوق القانون، لإحياء الأمل أن الصراع ليس قدر المنطقة، وأن السلام العادل مُتاح، وهدف مُشترك لنا جميعًا، قادرون إن توفرت الإرادة على تحقيقه.

توسّع إسرائيل مستوطناتها اللا شرعية في الضفة الغربية المحتلة، وتحمي إرهاب المستوطنين الذين يشنّون ما معدله أربع هجمات إرهابية يوميًّا على الفلسطينيين، وتصادر المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتحاصر الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية اقتصاديًّا وحياتيًّا، فتقتل بذلك كل فرص تحقيق السلام العادل والدائم.

اليوم، وقبل ساعات من انعقاد هذه الجلسة، تبجّج رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه أجاز بناء مستوطنة غير شرعية جديدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، تبجّج أنه منع إقامة الدولة الفلسطينية، ويتبجّج أنه يقتل كل فرص تحقيق السلام، ويرهن مستقبل كل شعوب المنطقة بمن فيهم شعبه لمزيد من الصراع والحروب.

رؤيتنا وخيارنا هي شرق أوسط آمن مستقر، ينعم بالسلام العادل والدائم والشامل، الذي يلبي حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والدولة، ويضمن أمن الإسرائيليين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة، ويحل التعاون محلّ الصراع، والأمل مكان اليأس.

الحكومة الإسرائيلية ومتطرفوها يكذبون حين يروّجون أنهم محاطون بمن يريد تدميرهم. كل الدول العربية ملتزمة تحقيق السلام العادل والدائم الذي يضمن أمن إسرائيل ويحقق لها علاقات طبيعية في المنطقة في سياق تنفيذ حل الدولتين، الذي ينهي الاحتلال، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة وفق قرارات الشرعية الدولية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

إعلان مؤتمر تنفيذ حل الدولتين الذي نظمته المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية في تموز الماضي، وحضرته مئة وخمس وعشرون دولة، حمل تأكيدًا لا يقبل التأويل أن السلام العادل خيارنا. ويوفر الاجتماع القادم الذي سينعقد هنا في الأمم المتحدة استكمالاً للمؤتمر فرصة لكل الدول لتدعم جهود تحقيق هذا السلام، عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تأكيدًا على دعم حل الدولتين سبيلاً وحيدًا لإنهاء الصراع وتحقيق السلام.

نحن نريد السلام العادل. لكن الحقيقة أن لا شريك إسرائيليًّا الآن للعمل على تحقيقه.

الرسالة التي أرسلتها إسرائيل من عدوانها على قطر أنها ستستمر في عدوانها، ستستمر في انتهاك سيادة الدول، ستستمر في خرق القانون الدولي، ستستمر في قتل الأبرياء ستستمر في فرض المجاعة على غزة، ستستمر في حرمان أكثر من ستمئة ألف طالب في غزة من حقهم في الدراسة، لأنها تحظى بحصانة منعت عنها العقاب وأتاحت لها الإفلات بكل هذه الجرائم.

جعلت إسرائيل غزة أرض موت للإنسان وللقيم الإنسانية. صار القتل والموت مادة ترويجية لجنود الاحتلال. وبات قتل أكثر من مئة فلسطيني يوميًّا حدثًا عاديًّا لا يُتوقَّف عنده.

تستمر الحكومة الإسرائيلية في الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من مليون فلسطيني في غزة المدينة الموت جوعًا أو قتلاً، أو التهجير إلى مخيمات، دمرت إسرائيل حيوات من أجبرتهم على النزوح إليها، مخيمات في أرض أحالتها إسرئيل يبابًا لا تمتلك أدنى مقومات إدامة الحياة، وتمنع إسرائيل عنها المساعدات الإنسانية والطبية، تمنع دخول الخبز والماء وحليب الأطفال.

جاوز الظلم المدى. انهوه، انهوه قبل فوات الأوان.

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *