اختُتمت مساء السبت فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون، التي جاءت هذا العام تحت شعار: “هنا الأردن… ومجده مستمر”، في تظاهرةٍ ثقافية وطنية جمعت الفن بالتاريخ، والهوية بالإبداع.
وشهد الحفل الختامي حضور وزير الثقافة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان، السيد مصطفى الرواشدة، إلى جانب محافظ جرش مالك خريسات، وقائد أمن إقليم الشمال العميد جمعة الحمايدة، ورئيس لجنة بلدية جرش محمد بني ياسين، وعدد من ممثلي الجهات الرسمية والأمنية، ما أكّد مكانة المهرجان كأحد أبرز المنابر الثقافية في المملكة.
وأكد الرواشدة في كلمته أن مهرجان جرش لم يكن مجرد فعالية فنية، بل شكل خطابًا حضاريًا يحمل روح الأردن وهويته، ويُسهم في تعزيز السياحة الثقافية والانتماء الوطني، موجهًا شكره لكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة، لاسيما الأجهزة الأمنية التي عملت دون انقطاع.
من جهته، أشار محافظ جرش إلى أن المهرجان أعاد الاعتبار لحرية الفن والفكر، مؤكدًا اعتزازه بالدور الذي أدته كافة الجهات، ومُهديًا الحضور قصيدة بعنوان: “جرش… سيدة الحجارة”.
أما المدير التنفيذي للمهرجان، أيمن سماوي، فقد كشف عن خطط مستقبلية لتحويل المهرجان إلى مشروع ثقافي دائم، يمتد على مدار العام وفي محافظات متعددة، عبر فعاليات مستمرة في مدرجات جرش، تأكيدًا على مركزية الثقافة في التنمية.
وعلى مدى عشرة أيام، قدّم المهرجان ما يزيد عن 235 فعالية تنوّعت بين عروض موسيقية ومسرحية، أمسيات شعرية، معارض تشكيلية وحرفية، وفقرات للأطفال والعائلات، بمشاركة أكثر من 140 شاعرًا، إضافة إلى فرق عربية وأجنبية أثرت المشهد بحضورها الفولكلوري.
وأشارت وزارة الثقافة في بيانها إلى حجم الإقبال الواسع من المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية، التي رافقت المهرجان منذ انطلاقته، من بينها: نقابة الفنانين الأردنيين، ورابطة الكتّاب، والجامعات، ومؤسسة عبدالحميد شومان، والجمعيات الفلسفية والتشكيلية، ما رسّخ من بُعد المهرجان كمحرّك للحوار الثقافي.
وأضافت الوزارة أن هذا النتاج يُمثّل أرشيفًا نوعيًا يُغني ذاكرة الأردن الأدبية والفنية، ويعكس رسالته الحضارية إلى العالم، مثمنةً دعم الهيئات والسفارات العربية والأجنبية التي ساهمت في إحياء هذه الدورة عبر تقديم ثقافاتها إلى الجمهور الأردني.
وقد شارك في فعاليات المهرجان هذا العام ما يزيد عن 2050 فنانًا ومثقفًا من 36 دولة، في برنامجين فني وثقافي امتدا على مدى 420 فعالية، فيما تجاوز عدد الكوادر العاملة في البنية التحتية والتنظيمية والفنية 1350 شخصًا، ليغدو المهرجان خلية نحلٍ ثقافية نابضة بالحياة.
وفي لحظة ختامية رمزية، أُطفئت شعلة المهرجان، لتعلن إسدال الستار على دورة استثنائية، تركت خلفها وهجًا من الإبداع، ووعدًا بمواسم قادمة يظل فيها الأردن منارةً للثقافة والنور.