أكاديمية سياسية.. و “شوية” نهضة

#تـينا_المومني … أمرٌ مُحْبِطْ أن يُهَدد -دور الشباب الأردني في العمل السياسي- بالانقراض، لعّل هذا ما دعا الحكومة تتحدث عن إنشاء أكاديمية سياسية في المملكة, خطاب جديد تسعى الحكومة تسويقه يضاف إلى أحلام مشروع النهضة والذي من أضغاثه مفهوم ” دولة الإنتاج” المتكئ على مفهوم الدولة الريعية تلك التي تستمد إيراداتها الوطنية من تأجير مواردها لعملاء خارجيين.. إنها ” الوصاية” , تقول نهضتهم.

بغض النظر عن صوابية فكرة تأسيس أكاديمية سياسية, لا ينفصل عن الضمير محاولات بعض القوى إبعاد الشباب الأردني عن الأنشطة السياسية وإشغالهم بتحصيل لقمة العيش و فرص العمل ودخولهم بمواجهات عشائرية وإقليمية اتخذت من الجامعات والمدارس صالونات واسعة لتلك الولاءات الضيقة التي طغت على الولاءات الوطنية الأوسع… إنها ” وصاية سياسية”, تقول ذاكرتهم.

إن الخطابات التي تنقلها الحكومة في ” بوسطة ” النهضة جميلة و استثنائية, لكنها – البوسطة – تسير بطريق لا يحمل في خارطته تفسيراً منسجماً مع تلك الخطابات, ففي الوقت الذي تتحدث به الحكومة عن دولة ريعية ذات وصاية اقتصادية تدعو لمأسسة “الوصاية السياسية” ، إضافة إلى دعوات التقشف التي تصطدم مع فكرة إنشاء هذه الأكاديمية.

بالعودة إلى الذاكرة الأردنية وفي سياق مفهوم الدولة الريعية الأقرب إلى مفهوم الخصخصة, فقد مرَّ الأردن بسلسة كارثية من تطبيق هذا المفهوم الذي أطاح بالشركات الوطنية الكبرى والتي كانت تشكل ملجأ لتوظيف الشباب ومورداً أساسياً للدولة, وفي سياق دور الشباب الأردني في العمل السياسي فبالرغم من سوء الأوضاع الاقتصادية تجاوزت بعض الحركات الشبابية مثل ” ذبحتونا” و لأ” المؤسسة الحزبية ونجحت من خلال طرح مواضيع حيوية بعيدة عن وصاية القيادات الحزبية التقليدية عبر التجمعات الشبابية “والموسيقى.

بالنظر إلى عمل الشباب السياسي في الجامعات و الشوارع و مقار الأحزاب, ترتفع احتمالية أن يتجه الشاب إلى ” ستار أكاديمي” متأبطاً قيثارته وفي بطنها رغيف خبز أو حب على أن يتجه صوب الأكاديمية السياسية التي تجتمع الحكومة لبحث تأسيسها.

Tina

Tina

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *