البترا تواجه أزمة غير مسبوقة تسببت بإغلاق 28 فندقا وإلغاء جميع الحجوزات

يواجه القطاع السياحي في مدينة البترا، الأشهر بين المواقع الأثرية والسياحية الأردنية، أزمة غير مسبوقة إذ أغلقت العديد من منشآته أبوابها، وسط آمال بانفراجة قريبة للأزمة الإقليمية، بما يعيد للبترا بريقها السياحي المعتاد، وينعش القطاعات الاقتصادية المرتبطة بها، والتي تسهم بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر مئات فرص العمل، وتدعم استثمارات محلية تقدر بنحو نصف مليار دينار، يعود معظمها لأبناء المنطقة.

وكشفت الأرقام الرسمية الصادرة عن سلطة إقليم البترا عن تراجع كبير في أعداد الزوار، لاسيما الأجانب، حيث زار المدينة خلال شهر حزيران الماضي نحو 16,207 زوار أجانب، بينما بلغ عدد الزوار الأجانب في حزيران من عام 2023 حوالي 68,349 زائرا، وفي عام 2019 نحو 53,888 زائرا أجنبيا.

أما على مستوى الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، فقد بلغ عدد الزوار الإجمالي 259,798 زائرا من مختلف الجنسيات، منهم 175,510 زوار أجانب، في حين سجلت الفترة نفسها من عام 2023 نحو 692,595 زائرا من كافة الجنسيات، منهم 606,000 زائر أجنبي، وفي عام 2019 سجلت 538,187 زائرا منهم 474,139 زائرا أجنبيا.

من جهته، أشار  نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية، حسين الهلالات، بأن نسب إلغاء الحجوزات في مدينة البترا تراوحت بين 95% و100%، لافتا أن عدداً من المنشآت الفندقية اضطرت إلى إغلاق أبوابها وتسريح موظفيها نتيجة استمرار الأزمة، والتراجع الحاد في نسب الإشغال، لاسيما أن البترا تعتمد بدرجة كبيرة على السياحة الأوروبية والأجنبية.

من جانبه قال رئيس جمعية فنادق البترا التعاونية عبدالله الحسنات إن عدد الفنادق  المصنفة المغلقة بلغ 28 فندقاً بإجمالي عدد غرف 1975 غرفة وتشكل ما نسبته 56% من مجموع الغرف الفندقية المصُنفة في إقليم البترا، في حين بلغ عدد الغرف الفندقية الشعبية “غير المُصنفة” المغلقة 200 غرفة فندقية موزعة على 10 فنادق شعبية وتشكل ما نسبته 100% من إجمالي عدد الغرف الفندقية الشعبية غير المصنفة في إقليم البترا، مضيفا أن  نسبة الغرف الفندقية المغلقة سواء مصنفة أو غير مصنفة تبلغ 59% من إجمالي الغرف الفندقية و البالغة 3700 غرفة.

الى ذلك أكد رئيس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، الدكتور فارس البريزات، أن مدينة البترا لا تزال تعاني من أزمة حقيقية في القطاعين السياحي والتجاري، نظراً لاعتماد أكثر من 85% من سكان المنطقة على السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى اعتماد السلطة على إيرادات تذاكر دخول الموقع الأثري كمصدر رئيسي للدخل.

وأشار  البريزات، أن السياحة العربية والاردنية إلى البترا أيضاً أرقامها متدنية ولا تعوض فقدان السياحة الاجنبية في تشغيل المنشآت السياحية ومزودي الخدمات في البترا والقطاع التجاري.

وقال إن السلطة خاطبت الجهات المعنية لاتخاذ خطوات تخفيفية تجاه القطاع السياحي والتجاري في لواء البترا، ومنها إعادة تفعيل برنامج “استدامة 1″، ومنح الإعفاءات المناسبة، وتوجيه نشاطات الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى المدينة، بما يدعم جهود إنعاش الاقتصاد المحلي.

وكانت مدينة البترا الأثرية قد اعتادت في السابع من تموز من كل عام الاحتفال بذكرى اختيارها كثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة، إلا أن المشهد هذا العام يبدو مختلفاً تماماً، إذ تغيب الاحتفالات الرسمية المعتادة بسبب الانخفاض الحاد في أعداد الزوار، وتفاقم معاناة القطاع السياحي، وسلطة إقليم البترا، مالياً للعام الثاني على التوالي، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مروراً بالأزمة الإيرانية-الإسرائيلية الأخيرة، وتواصل التوترات الإقليمية في المنطقة.

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *