المــلاذ – خاص
لا مناص من القول بأن العلاقات الأوروبية مع إسرائيل قد توترت مؤخراً بسبب حربها مع غزة ولبنان، وبأن الشرق الأوسط يواجه تحديات استثنائية وتحولات جيوسياسية وأزمات متنامية، وحيث الثابت أن الأردن كان ولا زال ملتزماً بصدق في تعزيز السلام والأمن في المنطقه، إضافة إلى كرمه اللامحدود في استقبال اللاجئين، و علاوة على ذلك الدور الريادي الذي قام به الأردن في دعم المرحلة الانتقالية في سوريا، استناداً إلى ما سبق أصبح الأردن الشريك الأكثر موثوقية للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط الشريك الذي يقوم بدور محوري في تشكيل مستقبل المنطقة.
انطلاقاً مما سلف، وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وجلالة الملك عبد الله الثاني، شراكة استراتيجية جديدة بين بروكسل وعمان، حيث وضع الاتحاد الأوروبي على الطاولة حزمة مالية بقيمة 3 مليارات يورو للسنوات الثلاث من 2025 إلى 2027: حوالي مليار يورو في شكل مساعدات مالية كلية، و1.4 مليار يورو في هيئة استثمارات، و640 مليون يورو في هيئة منح، وقالت فون دير لاين: “إن هذه الزيادة الكبيرة تعكس مدى إلحاح وحجم التحديات في الشرق الأوسط”، مؤكدة على تعزيز العلاقة القوية بالفعل القائمة على اتفاقية شراكة عمرها أكثر من 20 عامًا. وبالنسبة لزعيم الاتحاد الأوروبي، فإن “الأردن شريك رئيسي لأوروبا في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، ويعمل بمثابة ركيزة للاستقرار الإقليمي”.
على المستوى التطبيقي والإجرائي، تركز الشراكة الاستراتيجية والشاملة على ثلاثة أهداف رئيسية: دعم استقرار الأردن، والمساهمة في رؤية التحديث السياسي والاقتصادي والإداري التي أطلقها الملك عبد الله الثاني، وتعزيز المرونة الاقتصادية، ومن خلال هذه الشراكة، سيعمل الاتحاد الأوروبي والأردن معًا عبر مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك العلاقات السياسية والتعاون الإقليمي والأمن والدفاع والمرونة الاقتصادية والتجارة والاستثمار والتعليم والمهارات والهجرة ودعم اللاجئين.
واليوم، يُظهر الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم الأردن في مواجهة التحديات الجيوسياسية الحالية، ومتابعة الإصلاحات التي تدفع النمو والتقدم المجتمعي، وجذب المزيد من الاستثمارات لتعزيز اقتصاده.
من وجهة نظر تاريخيّة، تعتمد الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي والأردن على علاقة قوية، ترتكز على اتفاقية الشراكة وأولويات الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي (2021-2027)، فيما مثلت المبادرة التي تمت مناقشتها والاتفاق عليها في مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن في 15 يوليو 2024، خطوة مهمة في تعميق التعاون الذي شهده العالم اليوم والذي أكد للعالم بأن أوروبا تقف إلى جانب الأردن في السراء والضراء وتفخر وتقدر صمود والتزام الأردن بالاستقرار الإقليمي .
