ثالوث المؤامرة: لما يصير الدادي قدّيس، والبيبي نبي، والجدو عرّاب الغيب !

✍️ د. تـينا

من المستقبح – عند سماحتي- الصمت أمام مشهد تسمية ترمب بـ دادي ، فعن الناتو وبعض البوشار يحكى أن مارك روتّه قد أطلق قبل يومين ونتفه على ترامب لقب دادي لأن ترامب بيلمع صورته وكأنه بابا الفاتيكان طمعاً بجائزة نوبل للسلام، وهيك صار عندنا بالعالم دادي ترمب وبيبي نتنياهو، يمكن أن تظن – وإن بعض الظن إثم- بأنه التاريخ تحول لمسلسل أميركي بطابع عبري-أطلسي أما عن الواقع فتعال …

في الواقع يا عزيزي القارئ المستمتع – على أساس إنك مستمتع- نحنا هون بنحكي عن تحول الألقاب الحنونة لأدوات سلطة عُليا
‏دادي بيمسك الأرض بقوته،وبيبي بيهز المنطقة بصراخه المُحمّل بنبوءات سياسية.

مش صدفه، هي علامة زمن حيث تصاغ التحالفات ليس عبر الخرائط بل عبر الديناميكيات العائلية- الرمزية ، الأب الاميركي بيحكم بالنار والابن العبري بيتنبأ بالحرب، ويتفق ،الجميع – أو لا يتفق- لا يهم، بأن سلام ترمب وصواريخ بيبي لن تكون بتلك الوسامة دون سر جدو العظيم – خامنئي – سيد القبو، وراعي التوقيعات الغيبية، عم يغرف من الحسينيات ويطبخ آخر الزمان بزيت الكره والحقد.

وأما بعد…

قد تظن أن دادي هو “الراعي الصالح” الذي يهشّ بعصاه على خصوم الحلف ويبارك وعود السلام بثغر متجهّم وبدلة عليها آثار كتشب،
لكن الحقيقة؟
الدادي مش قدّيس…
هو مؤثّر عالمي عنده خطة محتوى، عايش بين صالات الغولف وتغريدات الوعد، بيمشي كأنه رئيس، وبيحكي كأنه أب الجميع…
بس من نوع الآباء يلي بيمحيك من دفتر العيلة إذا قلتله “لا”.

بس الحق يُقال…
أنا شخصيًا، بحبّه.
بحب جنونه يلي بيشرّع الواقع، جرأته يلي بتلطّش الكذب، وولاءه لشعبه يلي بيخليه يعمل و يقول اللي ما بينقال،
حتى لو قاله بصوت عالي وفوقه قبّعة مكتوب عليها “خلّي أميركا تولّع مره تانيه “.
دادي مش ملاك… بس كاريزما سياسيه بتولّع أكتر من شرارات كل المؤتمرات الصحفية اللي اجتمع فيها سياسيين ما عندهم وجه.

أما البيبي؟
آه يا بيبي…
مش طفل، ولا شقي، ولا حتى بريء…
هو نبي مزمن، عم يتنبأ من وقت ما بلش الحكي عن “أمن إسرائيل إلى الأبد”، بس نبوءاته مش جايه من جبل سيناء…
جايه من جوجل كاليندر، بتتجدد حسب الموسم، وبتركب حسب الخصم.

بيبي ما بيبشّر، بيهدد.. ما بيغنّي، بيصيح..
بيبي صغير بعقلية أمنية ضخمة، بيركّب الخطاب النبوئي على تويتر، وبيربط الأمن بالإيمان، والنجاة بالاحتلال.

وللأمانه هوي كمان كاريزما سياسية ما بتتنسى

وبين هالدادي يلي بيصنع السلام بالمجارف، والبيبي يلي بيصنع الحرب بالبكاء، في عنا جدو، العالق بين الحجاب والسرداب.

جدو وسره العظيم؟

فخامنئي الذي ما مات، بس تكيّف…
سكن القبو، صار همس، صار زيت بفتاوى كميل، بيرسم صراط القيامة بين السيستاني وعبد الملك، وبيطبخ دولاب العالم على نار من عزاء وصبر وانتظار.

جدو مش بس “ولي أمر”، هو مشروع دولة أخروية، شغّال بموتى الأئمة وبمهرجانات الكراهية الناعمة.

جدو ما بيعترف بالترند، ولا بيحب الكاميرا، هو بيحب الظل… وفتاوى الظل…
وبيآمن إنو العالم بيتطهّر بالدم، بس لازم يكون دم تاني غير دمو.

وبين دادي الي بيحكي كأنه بابا..
وبيبي يلي بيتنبأ كأنه إيليا..
وجدو يلي ساكت كأنه شايفنا كلنا من تحت سردابه و عم بيحضّر ليوم الحشر..
فيه نحنا.. نحنا الشعوب بمنتهى الهبل والاستغراب … قاعدين متل الكومبارس، نطبل ونزمر كل يوم لهذا الثالوث العبثي يلي عم بيقود الناس لطريق الخلاص .. بس بالمقلوب.

وأنت يا رعاك الله بتعرف شو؟ … يمكن بعد كم سنة، ما نعود نقرأ كتب مقدسة…
نصير نقرأ تغريدات دادي، بكاء بيبي، وخرافات جدو – ونصلي بصمت- خوفًا من نبوءة جديدة… ما بتفلت منها ولا شمعة.✍️تينا

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *