دُفعت… لا أقلعت – تحقيقات حادث تحطم الطائرة الهندية تشير إلى عطل ناتج عن الوقود غير المتدفق — محرّك اشتعل، ولكن لم يُغذَّ، فاندفع بجنون ثم توقف فجأة

أشارت النتائج الأولية لتحقيقات حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية المتجهة إلى مطار جاتويك بلندن، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 260 شخصًا، إلى احتمال وجود خطأ بشري من قبل الطيارين، مع عدم العثور على أي خلل فني واضح في الطائرة.

وبحسب ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” The Wall Street Journal، توصل محققون أمريكيون مطلعون على سير التحقيق إلى أن مفاتيح التحكم في تدفق الوقود إلى محركي طائرة بوينغ 787 دريملاينر كانت في وضع “الإيقاف” لحظة الإقلاع، وهو ما أدى إلى فقدان الدفع وتفعيل مولّد الطاقة الاحتياطي المعروف باسم “توربين الهواء الصدمي” (RAT)، قبل ثوانٍ من سقوط الطائرة.

ورغم أن هذه المفاتيح يجب أن تبقى في وضع التشغيل أثناء الرحلة، إلا أن التحقيق لم يحدد بعد ما إذا كانت أُوقِفت بشكل غير مقصود أو عن عمد، فيما وصفته مصادر بـ”الفعل غير اللائق أو غير المقصود أو المحتمل التعمد”.

ومن المتوقع أن يُصدر مكتب التحقيق في حوادث الطائرات في الهند (AAIB) تقريرًا أوليًا اليوم، وفقًا لإرشادات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) التي توصي بإصدار تقرير أولي خلال 30 يومًا من وقوع الحادث، غير أن القانون الهندي لا يُلزم السلطات بنشره علنًا.

ووقع الحادث في 12 يونيو/حزيران عندما تحطمت طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر في منطقة سكنية بعد دقائق من إقلاعها من مطار أحمد آباد، مما أسفر عن مقتل 241 شخصًا كانوا على متنها – بينهم 169 هنديًا، 53 بريطانيًا، 7 برتغاليين، وكندي واحد – بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم. كما لقي 19 شخصًا على الأقل مصرعهم على الأرض، ونجا راكب واحد فقط هو البريطاني فيشواش كومار راميش (40 عامًا).

ورغم أن وسائل إعلام هندية ذكرت سابقًا أن الصندوقين الأسودين للطائرة ربما تضررا بفعل الانفجار، أكدت لجنة برلمانية هندية أن مسجل صوت قمرة القيادة (CVR) ومسجل بيانات الرحلة (FDR) تم استرجاعهما بحالة جيدة، وقد أُتيح استخلاص بيانات “جيدة ومفيدة” منهما. عُثر على أحد الصندوقين في 13 يونيو فوق أحد المباني القريبة من موقع الحادث، بينما وُجد الآخر في 16 يونيو بين الحطام.

وفي المقابل، تواجه شركة طيران الهند تدقيقًا واسعًا من هيئات الطيران المحلية والدولية. فقد أعلنت وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) عن فتح تحقيق بشأن شركة إير إنديا إكسبريس التابعة لها، بعدما كشفت رويترز عن انتهاكات تتعلق بعدم الالتزام بتبديل أجزاء في محركات طائرات إيرباص A320 في الوقت المحدد، وتزوير سجلات الصيانة لإثبات الامتثال.

كما حذرت هيئة مراقبة الطيران المدني الهندية الشركة الأم من انتهاكات تتعلق بتحليق ثلاث طائرات دون إجراء فحوص السلامة الخاصة بشرائح الهروب في مواعيدها.

ويُتوقع أن يؤدي التقرير النهائي للتحقيق إلى مراجعات صارمة في بروتوكولات الصيانة وتدريب الطيارين في الهند، في ظل الضغوط المتزايدة على شركات الطيران بشأن معايير السلامة والشفافية.