كنت فوق… مش بس علو، كنت أقرب للسما من كل الركب،
مكان الرومان، الملوك، الهة الرومان والإغريق ، والمتمردين… مكان بيشوف المسرح وما حدا بيشوفه… كنت بعين الطائر، وبصدر الأرض، وبهوى الصوت الصافي… بلا وسائط، بلا صريخ، بلا مكياج الجمهور.
جوزيف عطية الليلة، ما غنى.. أشعل.. وما ولع المسرح.. ولع الوعي.
“لبنان رح يرجع”؟
مش اغنية، قسم بالدم والوتر والطبل.
والطبل؟
آه الطبل…
صحى الرومان بالطبل… مش استعارة، لا.
كانت يد جوزيف بتدق مش إيقاع… كانت تدق تاريخ…
كان صادق، مجنون، راقص… وبكل لحظة، كان بيدقنا معو.
والأردنيين؟
غنوا للبنان… مش مجاملة.. غنوا لأنو الوجع مش وطني، الوجع جغرافيتنا الداخلية، وكلنا منعرف شو يعني وطن ضايع.. غنوا لأن نحنا والشعب اللبناني الزميل ما بنتاخد على هاشتاق.
أنا صورت، بس الحقيقة ما بتنحصر بكاميرا.. لأنو في شي بالصوت ما بيتفسر، بس بينحَّسْ… في شي صار بالمسرح الجنوبي الليلة، ما بينعاد… شي بيشبه لحظة عشق فجائية… ع الواقف… لحظة فيها جمهور عم يرقص من جواتو،
وجوزيف عطية، maitre du feu،
عم يشعل النار حد غليان كل الاحاسيس وعم يفجر الذاكرة… بإيقاع وطن.
كل دقة طبل كانت تقول:
الحق ما بيموت… والرقصة مش تسلية، الرقصة مقاومة.
وهون، أنا تينا، كنت عم برقص عالرماد… مش لأنو الرماد ضعيف.. لاااا ، بس لأنو أنا خلقت منو… وعرفت إنو الابداع و الفن الناري، ما بينتج غير من تحت الركام.
شو بدي زقف؟
أنا كتبت، لأنو الزقفة بتمر…
بس الكلمة، لما تكون محروقة من جوَّة… بتبقى.
و هالليلة ما رح تمشي متل باقي ليالي جرش، لأنو فيها:
– لبنان…
– الأردن…
– وأنا…
– والحقيقة لي ما بتموت… حتى لو كل العالم زرع حصرم بعينك.
وأنا؟
أنا كنت الأقرب للسما…
وسمعت الحقيقة من دون صريخ…
وصارت اغنية جوزيف عطية، نشيد سري بيني وبين جرش…
وبين الهوى… لي رجع صافي.
*** ومن أرشيف ناري اقتبست في مقالي هذا بعضاً من حروفي يوم كانت الحروف تنزف من الخصر:
إنتَ عم تدق الطبل…
وأنا عم برقص عالرماد…
إنتَ maitre du feu…
وأنا كرسيك المحترق بكل احترام وخضوع.
✍️ تينا 12, Jun , 2025
“نحنا والشعب اللبناني الزميل ما بنتاخد على هاشتاق “.مجتزأ من نص عن التعديل الوزاري ✍️تينا ،2021, 15,sep,