شهيق بشير ..!

#تــينا_المومني … أحببت بعد أن شهق – بفتح الشين وفتح الهاء وفتح القاف .. ورؤوسنا- المتظاهرون السودانيون, عندما أطيح برئيسهم الأسبق عمر البشير,أقول أحببت بهذه المناسبة, أن أستذكر بعض إنجازاته العظيمة كتعديل الدستور مثلاً حيث منح شعبه حق انتخابه عدد ولايات غير محدود، وحفاظاً على حكمه واستقرار السودان وبشائره قد ضحى بنصف الدولة، إضافةً إلى استمرار الغلاء وتركه إرثاً كبيراً من أقواله الماجدة, ثم ذات قناعة … وغراراً بمن سبقه من القادة العرب الخالدين قبيل تنحيهم, غادر البشير بزفة شعبية وبمبادرة عسكرية حنونة أوقف بها الجيش بث التلفاز ليعلن بيان تنحيه, وهذا أضعف الاستغباء.

إن الثورات العربية – يرعاني الله ويحفظها- فيها الكثير من ” خفة الدم” و “خفة الحركة” أيضاً, فما أن تلهث الشوارع من أنفاس المعتصمين والجماهير التي تنشد الديمقراطية والتخلص من حكم العسكر حتى يصادر العسكر ذاته ثورتهم بخطوة واحدة, ويحتفل الثوار بفجر الحرية – الذي يأبى أن يأتي حتى اليوم- في مقرّ الجنرال الذي نصب نفسه زعيماً لعامين بعد أن حرّر دستوراً قديماً – وربما حديثاً- خاصاً به وبسلطته الجديدة – بفتح السين أيضاً.

كم هو مستفز وباعث للاستغراب هذا التناقض بين أسباب الثورة ومن ركب عليها, وتغلغل لذوات أبطالها حتى أصبحوا كمن يخاف الهواء الذي يدخل رئاتهم أن يكون غفيراً يصادر كل ما تمنوه, فبعد المصادرة هناك مرحلةً انتقالية أو ربما انتقامية قبل اجتثاث رتوش النظام السابق, فيتحول الثوار لخدمة القيادة العامة لا ضدها.

مثيرة تلك الثورات في بداياتها, عفوية ينتشي أبطالها سعياً للتميز وصياغة نموذج متفرد عن كل ثورة شرق أوسطية, بيد أن جميعها يتجاذبها مشروع التخلص من هيمنة النظم العسكرية المستبدة و يتجاذبها نفس التيار وهو الشعوب العربية الرهينة لتلك الأنظمة, أما النتيجة -يا أيها الذين تقرأون- هي تفريغ الثورة من جوهرها بعد احتوائها من البيئة المستبدة ذاتها بعد أن رحم الله أحد قادتها, فيزفرون ويشهقون الهواء ذاته حد الاختناق.

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *