ضربة لإيفين… أم ضربة لروح النظام؟ بعد استهداف نطنز وفوردو: هل وصلت إسرائيل إلى جدران الرعب الإيرانية؟

المـلاذ – غربال

في تطور يصفه مراقبون بـ”الرمزي والمزلزل”، انتشرت خلال الساعات الماضية تسريبات وتقارير إعلامية تتحدث عن انفجارات غامضة في محيط سجن إيفين شديد الحراسة في شمال طهران، رافقها تعتيم رسمي من السلطات الإيرانية، وسط صمت إسرائيلي تقليدي.

فهل استهدفت إسرائيل بالفعل هذا السجن؟ ولماذا تختار رمز الرعب الداخلي الإيراني في هذا التوقيت؟

إيفين: سجن أم مؤسسة؟

منذ عقود، لم يكن سجن إيفين مجرد مبنى رمادي على أطراف طهران، هو قلب المنظومة الأمنية الإيرانية، ومركز اعتقال للمعارضين السياسيين، المفكرين، الصحفيين، مزدوجي الجنسية، بل وأحيانًا أفراد من داخل النظام نفسه خلال تصفية الحسابات الداخلية.

إيفين هو الذاكرة السوداء لآلاف القصص التي لا تروى، و”العلبة السوداء” للنظام.

لماذا يستهدفه أحد؟

إذا صحّت الضربة الإسرائيلية، فهي ليست ضربة “تكتيكية”، بل ضربة رمزية استراتيجية تحمل عدة رسائل:

  1. إسقاط المعنويات وليس فقط البنى:

ضرب المنشآت النووية هو ضرب للقدرة. لكن ضرب سجن إيفين هو ضرب للهيبة الداخلية للنظام، ولآلته القمعية التي تحافظ على استقراره الهشّ.

  1. الردع النفسي:

هذا الهجوم (أو التهديد به) يزرع الشك في قلب كل رجل أمن إيراني، وكل عنصر من جهاز الاستخبارات: لا مكان مقدّس بعد اليوم.

  1. احتمالية وجود “ملف داخل السجن”:

تشير تقارير اجنبية ووسائل إعلامية غربية إلى احتمالية أن في إيفين ليس فقط معتقلين، بل خوادم وأرشيفات استخباراتية، وربما حتى شخصيات على صلة بملف التخصيب أو البرنامج السيبراني الإيراني.

قراءة إسرائيلية جديدة للمواجهة:

قد تكون إسرائيل قد قررت نقل المعركة من الخارج النووي إلى الداخل الأمني، فبعد سنوات من استهداف فوردو ونطنز وأصفهان، ومع تجميد عملي لقدرة التخصيب، تنتقل اللعبة إلى مساحات الوعي الداخلي والخوف المؤسسي.

بمعنى آخر، إسرائيل تضرب الرسائل لا المواقع فقط.

ماذا يعني ذلك لإيران؟

تصعيد داخل النظام:

إذا ثبت أن سجن إيفين تم استهدافه، فإن صدمة ذلك ستكون مضاعفة للنظام، وتفتح سيناريوهات غير مسبوقة.

خوف من تمرّد داخل السجون:

المعتقلون السياسيون هم الأقدر على فهم معنى هذه الضربة، وربما يتحوّلون إلى وقود لحركة تمرد أو احتجاج صامت.

هلع استخباراتي داخلي:

أي خرق لإيفين يعني وجود “عين” داخل الأجهزة، وهذا أخطر من ألف قنبلة.

هل كان الهجوم فعليًا؟

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تأكيد رسمي حول عملية جوية مباشرة، لكن تقارير متعددة تتحدث عن:

تفجيرات داخلية أعقبتها فوضى في الجناح الأمني.
حرائق غامضة تُشبه ما حدث في 2022، حين اندلع حريق داخل إيفين تزامن مع تسريب وثائق أمنية خطيرة.
تعطل منظومة المراقبة لعدة ساعات، مع اختفاء مفاجئ لبعض الضباط.

كل هذه المؤشرات تجعل فرضية “الهجوم الذكي” قائمة: سيبراني أو استخباراتي بدعم لوجستي داخلي.

في العمق: من يضرب إيفين، يضرب العمود الفقري

إيفين هو الذاكرة الأمنية للنظام، وضربه يُعادل محاولة محو وعي النظام الذاتي وتاريخ بطشه.

وإن كانت الضربات السابقة تستهدف القوة النووية، فإن هذه الضربة – إن وقعت – تستهدف النظام السياسي نفسه، على المستوى النفسي والمؤسساتي.

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *