تــينا_المومني … ذات إفك اكتشفت أن هناك في الديمقراطية العربية ثلاث سلطات ورابعهم “كلبهم طووووووط ” ولمن لا يعرف ” طوووط” فهي والله أعلم أداة لسلب المفاجأة دهشتها، وإغلاق الطريق أمام كل ما هو آت من تحت الحزام “اللي شديناه كثير” أو حتى آتٍ من كل فج عميق، وبذات حيرة بينما كنت أشاهد تشريعية النواب في دورتهم العادية الأخيرة – رحم الله مجلسهم وأسكنهم فسيح جنانه- سألت نفسي، وأنا المصلوب بين – لا مع هذا ولا مع ذاك- لماذا لا تضع أمانة المجلس أداة “طوووووط” بدل بعض الكلمات بمحاضرها لتجنب ذكر التراشق اللفظي بين سعاداتهم في محاضر الجلسات البرلمانية حفاظاً على هيبة المجلس؟؟؟ وقلت ثم كيف ستعبر الأمانة عن تراشق عبوات المياه والعقال الطائر والرصاص في محاضرها ؟هل تستخدم الرسم مثلاً؟ قطعاً لا – أجابتني نفسي الأمارة بالسوء- عندما تذكرت السؤال التشريعي ما غيره عن الملابس الداخلية المسرطنة.
هل تعلم عزيزي القارئ المستمتع ” على أساس إنك مستمتع” بأن الأمانة العامة لمجلس النواب تؤرشف – مشكورة أعانها الله-جميع المحاضر المتعلقة بجلسات النواب منذ عام 1921 حتى الآن، ولغاية في نفسها ونفسنا “حتى يعقوب ما خطرت على باله” وهي أنه حقا محاضر مجلس النواب المؤرشفة تعتبر مصادر تاريخية ، ومخزونا تاريخيا يجسد فكر ومواقف كل نائب، فهي تتضمن كل ما يدور من مناقشات ومداولات – ومشاجرات- تحت قبة البرلمان لتصبح بذلك مرجعاً يقودنا نحو الحقيقة .
وفي الحقيقة، يبدو أن فكرة نفي الآخر تسيطر على لغة الخطاب البرلماني، فتجدهم فيما لو اختلفوا على فكرة ورأي رفض أحدهم الآخر كلياً ثم امتنع عن التعايش معه فيقاضي سعادته أحدهم بالمحكمة فيما ينزع الآخر عن سعادته حصانته، ولعل المتابع للتصعيد “اللفظي” الأخير في مجلس النواب بين المهندس الطراونة والرياطي قد لاحظ كيف ضاق عليهم بيت التشريع والرقابة بما رحب، وقد تمنى المتابع أيضاً لو كان واقفاً هناك خلف الستار حينها وقال ” طووووووط .. وهالمرة شغلك يا مواطن”.
إن تصعيد الخطاب السياسي جزء هام من اللعبة التفاوضية لتكون المباحثات بين الطرفين من منطلق مصالحهما المتعددة، فالمهاجمة والتصعيد يساعدانهم في الوصول إلى نقطة التوازن والحل الوسط عند جلوسهم على طاولة المفاوضات، وهذا متعارف عليه بين الدول وفي القمم كالذي حصل بين بوتين وترامب قبل قمة العشرين في هامبورغ، ولكن -يا رعاك الله- لما كل هذا التصعيد والتراشق النيابي طالما أن نقطة التوازن والمصالح هي ذاتها مصلحة الوطن والمواطن؟!
“يفترض أن يكون النائب مثالاً للآخرين في الصدق والدقة والتحلي بأخلاقيات ما أقسمنا عليه”… نعم صحيح ولأجل ذلك “عزيزي القائل أعزائي “المجلوطين” جميعاً يبدو أن صلاحية المجلس قد انتهت من التشريع والرقابة، عذراً نوابنا “أو بلاها” فكنتمْ.. رذاذاً يخمد نار إجابةٍ ملّ أحدهم بإعداد حطبها لتموت قبل التهابها، ودمتمْ.. هانئين أيها الأردنيين بنوابكم هانئين بقانون انتخابهم وبهذا البعث الفاخر.