تـينا_المومني … على الرغم من استقبال ” الفيسبوكيين” الأنباء المتداولة عن غزو أسراب من الجراد الأحمر للأردن بالسخرية, لم أتخل عن خوفي فصرت أبحث بخطة طوارئ شخصية، واستوقفتني فكرة آخر ما يمكن أن يراه الجراد لو قرر زيارة منزلي, فتضمنت الفكرة صورة لــــ “سباط نمرة 46”, باختصار طويل.. من الواضح أننا نقفز مباشرة إلى آخر الحلول- العنف والدهس – بحال أن هنالك لغة تفاوض وحوار وطرقا سلمية عديدة, فلماذا لا نجرب التحاور والتفاوض مع الجراد؟!
على أي حال، فإن للتفاوض ركنين هما؛ وجود قضية نزاعية مشتركة ووجود مصلحة مشتركة, هو أيضاً أسلوب للحوار والتعبير عن وجهة النظر انطلاقاً من موقف معين بغية الوصول إلى اتفاق ملزم, إن فكرة هذا الحوار بسيطة حد التعقيد !.. تعال.. لنتسلل إلى عقل تلك الجرادة التي تقف على الناصية -هناك في العقبة- ونوسوس لها بفكرة التفاوض.
يهاجر الجراد بحثاً عن الغذاء وهرباً من الفيضانات إلى مناطق هادئة, كما المواطن الأردني الذي يبحث عن لقمة العيش التي لطالما تقاسمها مع أكثر من شقيق, ذاك المواطن المحاصر بفيضانات من كل الجهات، فقضية المياه والسدود وحزب الله شمالاً, وقضية الوطن البديل غرباً, وأما الاستفحال الشيعي فشرقاً, وجنوباً حيث التمرد الحوثي, ومن الداخل فألف ألف جرادة التهمت أخضرها ويابسها، هنيئاً باسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء, وقفزت من كرسي إلى كرسي حيث لا نجرؤ نحن ولا حتى الآخرون على أن نكتب عنهم أو إليهم، فهم مثلك عزيزتي -الجرادة- تشبهين عشر جبابرة وجه فرس وعينا فيل, صدر أسد وعنق ثور , جناحا نسر و بطن عقرب, فخذا جمل ورجلا نعامة, وذنب أفعى.
عزيزتي الجرادة , إن أسوأ ما قد يصادف بائساً مثلك في مشوار هجرتك مُعاق الخُطى نحونا, هو جملة “انتبه أمامك تحويلة” على الطريق الذي تقفين الآن عنده – إذا افترضنا أن شيئاً غيره سيصادفك _ .. أقصد الطريق! فقبل أيام مضت قفز شباب العقبة على الإسفلت نحو عمان باحثين عن فرص عمل لسد لقم العيش, أما إذا حولتي طريقكي يا رعاكي الله إلى محافظات أخرى قد تصادفي جملة ” خطر .. شعب قابل للاشتعال.. ابتعد 10 كيلومتر” فهناك يا عزيزتي شعب مستفز حد الانفجار يقفز و يمشي آلاف الكيلومترات بحثاً عن شاغر وظيفي ليس من أجل أن يضيف – ماشي كذا كيلو- على سيرته الذاتية بل لأنه لم يعد يجد شاغراً للتنفس عبر أثير الانترنت لأنه يخشى الجرائم الالكترونية, وليس من أجل التخسيس يمشي بل لأنه الوحيد على الأغلب الذي لا يكلفه ضريبة, إنه مُستَفَز يا عزيزتي ليس بسبب التعرق من المشي بل من سرعة غيره في الوصول إلى نهاية الطريق بالرغم من كهولتهم فبينما هو منشغل في مسيرته تنشغل الحكومة بمكافأة السياسيين ونفس الوجوه عبر الوظيفة العامة, فأي سائر منهم عزيزتي الجرادة قد ينفجر بوجهك في أية لحظة خصوصاً اذا صادفه برومو دعائي للمهرجان التكريمي الذي أقامته أمانة عمان لفنانات عربيات وجثث شهدائنا بأحداث السلط لم تبرد بعد.
وانظري بعين العقل يا رعاك الله ، إلى أرضنا وشعبنا، ثم انظري ماذا تري؟ بدءاً من رائحة الجوع والبطالة ومروراً بالفساد وقلة الموارد وانتهاءً بقفز الجميع لمحاولة إصلاح ما التهمه الجراد السياسي من قبلك أيتها الصحراوية, ستجدين شعباً يبحث عن ما تبحثين عنه ولديه الخبرة الكافية في مكافحتك إن لم يكن شجاعةً فانتقام, إنهم يا عزيزتي – إن لم يجد حوارنا نفعاً- يستعدون لسلخك وأكلك, إنهم يا عزيزتي والعلم عند اليوتيوب يستعدون لرفعك مادةً للتسلية في كل دقيقة أفلا تخشين يا عزيزتي أن ترى أنابيلا هلال ساقيك المعاقين أو ترى حليمة بولند جينات الفِيَلَةَ في عينيك, فيتشمتن بك حيث أن غريمكما مؤخراً قد صار واحدا وهو نفس هذا الشعب المُستَفَزْ العنيد؟!
إن مسألة وجودك بيننا تستفز أحدهم أيتها الجرادة ! فهل أنت قادرة على مقارعتهم والقفز بكل برود فوق اتفاقية سايكس بيكو التي فرقت العرب والتهامها؟ أوتعلمين يا عزيزتي أنك استطعت توحيد العرب أخيراً فها هم يعقدون اجتماعاً في الأردن الأسبوع المقبل لبحث تكثيف إجراءات مكافحتك مع البلدان العربية المتضررة.