في الشرق الأوسط، النوايا دائماً نووية… حتى لو لم تنفجر بعد

المـلاذ – غربال

الضربة التي لم تُضرب: المسرح النووي الكبير

في السياسة كما في المسرح، ليس المهم ما يحدث، بل كيف يُروى.
هكذا تجدنا اليوم وسط عرض نووي مبهر، على خشبةٍ تُدعى الشرق الأوسط.
الممثلون معروفون، الأدوار موزعة، والجمهور العالمي مشدوه — أو متواطئ.

ترمب يدخل من الستارة اليمنى، يصرخ: “دمرناهم!”

في إحدى مقابلاته الأخيرة، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب:
“إيران لم تعد تهدد العالم. دمّرنا منشآتهم النووية بالكامل.”
تصريحٌ ناري، صُمم للداخل الأميركي لا للمجتمع الدولي، يختصر كل شيء بلغة واحدة: أنا البطل.

إيران تردّ من خلف الكواليس: “سبقناكم بخطوة”

في المقابل، تحدّثت مصادر إيرانية عن نقل اليورانيوم المخصّب من فوردو قبل الضربة، فيما ألمحت وسائل إعلام موالية لطهران أن “المنشآت الأساسية لم تتأثر” وأن “البرنامج مستمر”.

ثم تدخل الـCNN وتفتح الستارة على النصف: “الضربة لم تكن شاملة”

مراسلون أميركيون نقلوا عن مصادر استخباراتية غربية أن الضربات كانت محدودة التقنية أو رمزية، ولم تُدمّر المنشآت الحساسة، وأن برنامج إيران “نجا إلى حد كبير”.

غروسي، مدير الوكالة الذرية، يطلّ بحذر من زاوية الستار:

يطالب إيران بعودة المفتشين، وكأنه يقول:
“إذا كانت الروايات صحيحة، فدعونا نراها بأعيننا…”
لكن لا طمأنينة حقيقية خلف طلبه، بل استمرار لعزف الخوف النووي.

الحقيقة؟ مسرحية.

ما يحدث اليوم هو عرض مسرحي نووي، كل طرف فيه يقدّم نصّه الخاص، يُدوّره حسب الإيقاع الذي يريده، ويبيع الخوف أو النصر على طريقته.

إيران تقول: “نجونا”
أميركا تقول: “دمّرناهم”
إسرائيل تُلوّح بالصواريخ كلما سكت المشهد
والوكالة الدولية تُطالب بتذاكر دخول جديدة للمسرح.

أما الجمهور، الشعوب، فنُركن دائمًا في المقاعد الخلفية،
ننتظر صفّ التصفيق أو صفّ الانفجار.

في النهاية:

الحقيقة، كما العادة، ليست في الرماد… بل في النوايا.
وفي الشرق الأوسط، النوايا دائماً نووية… حتى لو لم تنفجر بعد.

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *