“مؤتمر”.. مفعول به مجرور “بالصفقة” والإعراب خاطئ!


تــينا_المومني … في الوقت الذي ستتوقف به أكباش المحارق عن الإنجاب ستصبح جميع المؤتمرات من مواليد العرب القديمة, ولو عرف كوشنر أنه سيسجد بالنهاية لإرادة الشعوب العربية لوفر على نفسه عناء الاستكبار والاستهبال أيضاً, لن أكتب هنا عن صفقة القرن فقد يبدو حديثي مملاً وقد تكون – صفقة القرن- قد سئمت مثلكم أن ينطق باسمها المحترفين برًّص الكلمات و منهم “أنا” بالطبع؛ سأكتب هنا عن المذبوحين في دير ياسين والمسحولين في جنين, عن المدفونين تحت الأنقاض في اللّد والمختنقون عبر الأنفاق في غزة, عن مذكرات جدي في النكسة ودموع أبيه في النكبة, باسمهم جميعاً وباسم من تسجنهم الأوطان وتنفيهم المنافي, يهمس التاريخ بأذن الشعب .. أن عليه دخول الصفقة بهدف الرفض عبر ثورات حقيقة, وليس هناك حيث الجميع سيتحدث عن السلام بصفة الغائب, كي لا تنفينا الجغرافيا مجدداً وكي لا يتجاهلنا التاريخ الذي ينكحه البعض ولا يدخله ويرقص على وقع نكساته, كتلك اللواتي رقصن -ذات نكسة- على خط الجبهة.

فيحدث أحياناً أن تختنق بخبر ما, كالإقرار بصفقة القرن آخيراً على أنها خطة اقتصادية للمنطقة سيمولها الأمريكي راعي السلام والعربي – راعي الأوله – فقد صدق “فلان” وهو كذوب حينما رد على اعتبارات الغالبية بأن “مؤتمر المنامة هو الخطوة الأولى لإشهار ​صفقة القرن” قائلاً: “إن مؤتمر المنامة للاستثمار في الأراضي الفلسطينية ليس له أي أهداف سوى تعزيز موارد الشعب الفلسطيني”, فبالنظر إلى خطة كوشنر في صفقته والتي تركزت على أربعة مبادئ:الفرصة والحرية و الأمن والاحترام, والذي رأى – قضية الصراع- بحسب تلك المبادئ أنها مسألة فرص إقتصادية واعدة, نجد أن مؤتمر المنامة سياسي وليس اقتصادي وبأنه يعكس فشل ذاك التاجر وهو يمثل دور الدبلوماسي الذي لم يرى في قضية صراع سياسي أكثر من صفقة اقتصادية.

لقد كشف كوشنر مراراً بأن جوهر خطته للسلام “اقتصادي”، ويهدف إلى توفير الفرص التجارية لمخلوقات الشرق الأوسط التي ذاقت الأمرين بسبب الصراع الدائر فيه, ووفقاً لسماحته – تبت يداه – فإنه صاغ بنود خطته بشكل عملي وعادل أكثر من الخطط السابقة التي عُرضت لتحقيق السلام؛ وهذا هو سبب الكتمان عليها ومنع تسريبها, ولأن الكوشنر عادل فقد عادل كوشنر بين ما يجب تسريبه وكتمانه من بنود الصفقه ربما كي نهضمها أسرع عبر تمريرها ودحرجتها بين من سيخذلونا – عليهم اللهفة – فوق مستديرة أو مستطيلة ما.

إن مبدأ الأمن الذي تبناه كوشنر منطقي في صيغة أي فرضية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, ولكن كما جرت العادة في كل خطة سلام سابقة لم يؤخذ بعين الاعتبار العدل في تطبيق الأمن واحتكاره لصالح اسرائيل, ثم يحدثك عن الإحترام ورغبته بصون الكرامة للطرفين متجاهلاً – سماحته- عقوداً من الاحتلال القمعي, فأين الكرامة والاحترام بين طرفان يهيمن أحدهما على الآخر عسكرياً.

فمن الواضح إذاً أن أي حديث عن خطة سلام لإنهاء الصراع بغياب الفلسطينيين وشروط لصالح الاسرائليين, هو سلام بالقوة يقود إلى واقع أمني خطير ترفضه دول المنطقة وقادتها, ولأن القادة يستمدون القوة من الشعب فإن أفضل من سيتصدى لصفقة القرن هي تلك الشعوب العربية التي دعمت ثوراتها الإدارة الأمريكية عندما تبنت تسمية تلك الثورات بالربيع العربي كي تخدم أجنداتها الاستراتيجية وعلى رأسها مصلحة اسرائيل, ولأننا نتحدث بلغة القوة فليس هناك أقوى من شعب ينتفض لطالما كانت تخشاه اسرائيل.

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *