✍️ : د. تينا
📍22 حزيران 2025
في فجر 22 حزيران، نفّذت الولايات المتحدة الأميركية ضربة مفاجئة استهدفت أحد أهم المفاعلات النووية الإيرانية، فوردو، في عملية عسكرية غير مُعلنة مسبقًا، تحت اسمٍ رمزي أثار اهتمام المحللين: مطرقة منتصف الليل.
لماذا “مطرقة”؟
المطرقة، في الثقافة العسكرية والاستخباراتية، ليست مجرد أداة؛
إنها رمز لضربة سريعة، قاسية، لا مجال بعدها للترميم أو الرجوع.
إنها ليست سيفًا، لا تفاوض فيه، ولا تترك ندبة يمكن التفاوض حولها.
هي سحق، دكّ، تكسير لشيء يُعتبر صلبًا أو محصّنًا.
إن اختيار “المطرقة” تحديدًا يشير إلى رغبة واشنطن في إنهاء فصلٍ نووي بالكامل، لا مجرد إرسال رسالة.
ولعلّ المفاعل ذاته، بوصفه قلبًا نابضًا للمشروع الإيراني، كان المقصود به أن يكون المعدن الذي سيتلقى الضربة.
ولماذا “منتصف الليل”؟
منتصف الليل هو ساعة النهاية واللاعودة، في الأدبيات السياسية الغربية، يرتبط بمفهوم “الساعة النووية” — المؤشر الرمزي لمدى اقتراب البشرية من الكارثة.
اختيار هذا التوقيت في الاسم يعني أن الضربة ليست فقط عسكرية، بل رمزية بامتياز، إنها إعلان بأن لحظة القرار الكبرى قد أتت… وأن كل محاولات الردع أو التفاوض قد انتهت.
ولكن… هل سبق أحد هذا المشهد؟
اللافت في هذه العملية أنها تُشبه نصًا شعريًا/سياسيًا كُتب قبل أيام فقط من التنفيذ،
كُتب بقلمي أنا ، حيث نشرت في 17 و18 حزيران نصين ناريين،
فيهما مفردات ومجازات تكاد تكون صورة معكوسة حرفيًا لما وقع سأترك احدى النصيين بآخر المقال :
“الليلة… سَيُقْطَّفُ الزرّ النووي من حلمته.” – 17 حزيران
“إحدى القواعد الأميركية ستُستفز، بضربة خفية – محسوبة – مشتهاة… لن يُمنحنا الوقت لنسأل: مَن فعلها؟” – 18 حزيران
التقاطعات اللافتة بين الاسم العسكري والنصوص الرمزية:
مقاربات بين التسمية الأميركية والنبوءة الرمزية
مطرقة: “أميركا ستدكّ النووي الإيراني دكًّا…”
منتصف الليل : “لن يُمنحنا الوقت لنسأل… القرار قد كُتب من قبل”
ضربة صامتة: “ستُشعل النار من دون إعلان حرب… بل غريزة، رغبة قديمة في الثأر”
قصف فوردو: “حين يُقضم زرّ الفناء من حلمة المدينة…”
قرار أم رغبة؟
لم أصف الحدث كقرار استراتيجي فقط، بل كفعل سيكولوجي–تاريخي–غرائزي.
كتبت أن هذه الضربة ليست حربًا تقليدية، بل انفجارٌ بدائي، حسي، ديني الطابع، مكتوب في عمق الحقد القديم.
“غريزة… انفجار… رغبة قديمة في الثأر.”
لذا فإن اسم “مطرقة منتصف الليل” ليس مجرد لقب.
بل انعكاس صريح لنبضٍ كتبته أنا قبل أن تنفذه واشنطن.
اللافت في نصوصي أنها لم تكتفِ بالتنبؤ بالفعل، بل شرّحت أسبابه النفسية والدينية–السياسية، حين وصفت العملية بأنها ليست “قرار حرب”، بل:
“غريزة… انفجار… رغبة قديمة في الثأر.” .. هنا، يتقاطع الشعري مع الاستراتيجي، وتتحوّل الحرب إلى فعل جسدي–رمزي،
كما لو أن الشرق الأوسط يُعاد تشكيله بضربة من “مطرقة داخل الجسد”، لا فقط من الجو.
“مطرقة منتصف الليل” لم تكن مجرد تسمية عسكرية؛ كانت عنوانًا لمرحلة تُفتح بلا تفاوض، تشبه تمامًا ما وصفته أنا .
“كمن يقتحم البيت وهو يملك مفاتيحه منذ قرون.”
وهكذا، لا يعود السؤال: لماذا سمّتها أميركا كذلك؟
بل: كيف كتبت أنا هذا المشهد قبل أن يُعلن عنه العالم؟
إليكم النص كما كتب قبل ٥ أيام .:
إحدى القواعد الأميركية ستُستفز، بضربة خفيّة – محسوبة – مشتهاة… لن يُمنحنا الوقت لنسأل: “مَن فعلها؟”
لأنّ القرار قد كُتب من قبل… وسُتفتح أبواب جحيم بوش وأحفاده… أميركا ستدكّ النووي الإيراني دكًّا،
بلا استئذان، بلا مقدمات،
كمن يقتحم البيت وهو يملك مفاتيحه منذ قرون.
إسرائيل كانت تزرع الأرض والجو،
لتُضعف يد فارس، وتنزع عمامته ندبة بندبة.
وفي ١٨ أو ١٩ حزيران،
لن يبقى الصبرُ خيارًا على الطاولة.
ستُشعل النار من دون إعلان حرب…
لأن الحرب ليست قرارًا هذه المرّة،
بل غريزة… انفجارًا … ورغبة قديمة في الثأر.✍️تينا