أفضل دليل لقراءة ولاية الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب الثانية، هو ما فعله كرئيس في المرة الأولى. مع ذلك، الأمر غير مقتصر على شخص الرئيس الجديد، بل سيكون مقروناً بمن سيختارهم لتولّي مهام مستشار الأمن القومي ووزارتي الدفاع والخارجية إلى جانب مناصب رئيسية أخرى.
وبجوار ذلك، يجب النظر إلى من سيسيطر على الكونغرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، كعامل رئيس في تحديد وتوجيه السياسة الأمريكية الخارجية، من خلال إقرار الميزانيات التي تموّل ارتباطات أمريكا الخارجية، وتأكيد المرشحين الرئيسيين للمناصب، والإشراف على سياسات السلطة التنفيذية. ولمزيد من الدقة، يجب إيلاء الاهتمام اللازم لوعود وتصريحات الحملة الانتخابية، باعتبارها موجِّهةً لسياسات الإدارة الجديدة.
بين السعودية وإيران
في نظرة سريعة على سياسة ترامب وإنجازاته الشرق أوسطية السابقة، يتضح أنه بدأ زياراته الخارجية الأولى من المملكة العربية السعودية، وخلالها تم توقيع عقود عسكرية قُدّرت بنحو 380 مليار دولار، بهدف تعزيز قدرات المملكة في مواجهة الإرهاب، ما يخفف التزامات واشنطن تجاه الأمر.
كما أعلن خروج بلاده من الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، وفرض على الأخيرة عقوبات اقتصاديةً واسعةً عُرفت بسياسة “الضغط الأقصى”. وبجانب ذلك، أعطى الإذن بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي “أبو مهدي المهندس”. كما سعى لإنشاء تحالف إقليمي لمواجهة إيران، وهو ما لم يُكتب له النجاح حينها.