أبناء الحلم يعودون إلى المونديال بعد ثلاثين عامًا من المجد

الملاذ – رياضة

في لحظة مشبعة بالرمزية، يتأهّب منتخب الأردن تحت 19 سنة لكرة السلة لرفع راية المملكة مجددًا في بطولة كأس العالم، بعد غياب دام ثلاثة عقود عن هذه المنصة العالمية.
من اليونان 1995 إلى سويسرا 2025، الحكاية ليست مجرّد مشاركة رياضية، بل سيرة وطنية تنتقل من جيلٍ إلى آخر، حاملةً بذور الطموح والحب والانتماء.

نُسخة 2025: ما بعد التاريخ

ثلاثون عامًا تفصل بين جيلٍ صنع مجد السلة الأردنية الأول، وبين هذا الفريق الشاب الذي يستعد لكتابة سطره الخاص في الكتاب نفسه.
تحت إشراف المدرب الوطني سام دغلس، وبقيادة مجموعة من اللاعبين الواعدين مثل سيف الدين صالح، هادي الشامي، روحي الكيلاني، عمر سلمان، الطيب قاسم، وعبدالله شتات، يخوض الأردن تحديًا جديدًا، ليس فقط لتمثيل المملكة، بل لوضع أسس دائمة لمستقبل اللعبة.

العودة إلى العالم: ليست صدفة

التأهل إلى مونديال الشباب لم يكن هدية، بل ثمرة عمل طويل بدأ من بطولة آسيا تحت 18 سنة، حيث حجز المنتخب الوطني مقعده بعد منافسات شرسة انتهت به في المركز الرابع.
اليوم، يجد الفريق نفسه في مجموعة ثالثة قوية تضم الدومنيكان وسويسرا والكيان الصهيوني، وعيون الأردنيين ترقب الأداء أكثر من النتائج، لأن المهمة الحقيقية هي زرع الثقة، وبناء الجيل التالي من أبطال المنتخب الأول.

ذاكرة 1995: حيث بدأ كل شيء

في العام 1995، كانت السلة الأردنية على موعد مع لحظة التأسيس الحقيقي، حين شارك منتخب الشباب في أول بطولة عالمية لرياضة جماعية تمثل الأردن.
أسماء مثل زيد الخص، معن عودة، فادي السقا، إيهاب امسيح، أشرف سمارة، ومحمود شعبان، تحوّلت لاحقًا إلى أعمدة من أعمدة اللعبة محليًا وآسيويًا.
يومها، كانت المشاركة بحد ذاتها حلمًا، أما اليوم، فالعودة إلى الحلم تعني أن المشروع لم يمت… بل كبر.

ما الذي تغيّر؟

في 1995، شارك الفريق بروح الهاوي، بلا بنية احترافية، بلا احتكاك خارجي فعّال، وبمدرب محلي أسطوري هو مراد بركات الذي صنع مع عماد السعيد توليفة من الحلم والانضباط.
اليوم، ورغم أن الفوارق العالمية ما زالت كبيرة، إلا أن الفريق الحالي يدخل بوعي مختلف، في زمن احترافي، وسط تراكم خبرات، واهتمام متصاعد باللعبة.

ما بعد المونديال: التحدي الحقيقي

بغضّ النظر عن النتائج، فإن هذه المشاركة تمثّل جسرًا نحو المستقبل، وفرصة لاختبار المواهب الأردنية تحت الضغط الدولي.
فريق 2025 لا يحمل فقط مهمة التمثيل، بل مهمّة التحوّل إلى نواة المنتخب الأول خلال سنوات قليلة، وإعادة كرة السلة الأردنية إلى واجهة المنافسة الآسيوية.

جيل 1995 فتح الباب،
جيل 2025 يُمسك بالمفتاح.

والكرة الأردنية التي انطلقت من ملاعب متواضعة،
ها هي تعود إلى العالمية،
لا كذكرى… بل كخطوة ثانية في طريق لا رجعة فيه.

هؤلاء ليسوا أبناء المصادفة، بل أبناء الحلم الذي بدأ ذات يوم في اليونان…
ويستعد اليوم للانبعاث من سويسرا.

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *