ديانا كرزون… الصوت اللي مخمّر بالحس، مش بالصدفة، بيرجع يعلو من جرش، من جنوبه… من صدى البلد.. لكبار البلد

في جرش، لما الهوى بيلامس الحجارة، ما في صوت بيستحق يعلو… إلا إذا كان من طين هالبلد، ومخمور بالحِس، مش بالصدفة.

ديانا كرزون، اللي ما بتغني… بتستحضر.. واللي صوتها مش بس حلو، صوتها بيعرف من وين إجا، وبيعرف لوين لازم يوصل.

السبت ٢٦ تموز، الساعه ٩ مسا على المسرح الجنوبي، رح يطلع صوتها متل سارية، ويرفرف بأغاني ما كانت يوماً مجرد لحن.

حنا كبار البلد ؟ مش نشيد… هوية.. واللي غنّتها بصوت مش متصالح… بل منتصر.. صوت بيعرف يفرد كتفه،
ويقلّك: أنا بنت هالتراب، بس مش ساكنة بصدى الماضي…
أنا عم ببني الصوت الجاي.

أسمر يا حلو ؟غزل من نوع آخر.. غزل مش بس للحبيب…
غزل للأرض، للمزاج الشرقي، للصبر الجميل، ولللي بيضلوا حلوين ولو لفحهم التعب.

وربما، ما كانت “كبار البلد” بس أغنية…كانت مرآة.. ولا “أسمر يا حلو” بس غزل…كانت سَفر، واشتياق، وصبر أنيق..

بس الحقيقة؟
ديانا ما بس غنّت… ديانا رجّعت الصوت لمطرح لازم يكون فيه من الأول..صوتها، متل طلّتها، راسك بالعالي، مرفوع الهامة،
وبيمشّي وراه إحساس مليان حنيّة وطن… مش مُستعارة، ولا ملفّقة.

وهالمقال، مش مدح…هوي بس مقال مشدود متل طلّتها،
مكتوب برقبة مرفوعة، ونَفَس بيحس إنو الوطن مش بس علم…
الوطن أوقات بيكون صوت بنت بتعرف تحكي باسمه، وتغني عنه… وتشّبه حالها فيه.

ديانا، اللي جمهورها صار حافظ نَفَسها مش بس كلماتها، بترجع على مهرجان جرش – الدورة ٣٩، مش بس كنجمة…
بل كصوت بيلزمه ساحة تهلي فيه.

جرش ما بتنادي… جرش بتنتظر.. وليلة ٢٦ تموز، بتنتظر نجمة لما تطلع، الناس بتسكت، والهوا بيصير أهدى، كأنو الأردن نفسه، عم ياخد نَفَس. ✍️د. تـينا

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *