بين جرش والرياض… ” نَفَس و عود ” وشوق بيكفي ليصير طريق

✍️ د.تـينا – ناشر صحيفة الملاذ

من الرياض لعراقة جرش… ليس مجرد طريق يقاس بالكيلومترات، بل هو شوق يفتح أبواب السياحة وقلوب الفن، ويمد جسراً من الوعْد والنَغَمَه.

ليس فقط سياحة… ما يجري بين الأردن والسعودية أكبر من كل التفاهمات… إنه تفاهم على مستوى الروح:
الأردن تفتح قلبها، والسعودية ترد عليها بنَفَسها الطويل،
ثم يقولان لبعضهما:
“نحنا مش عم نتعاون… نحنا عم نكمّل بعض”.

ثم من يشهد على هذا التحالف الجميل؟
الفن… المهرجانات… وجمهور يصفق من القلب.

عندما وقف خالد عبدالرحمن على مسرح جرش، لم يكن مجرد صوت سعودي يشارك بمهرجان عربي، كان قلب نجد يخفق في قلعة تاريخية، وجمهور الأردن يسمع الأغنية ويفتح حضنه…
لأن الصوت الآتي، ليس غريب…
الصوت آتي من بلاد تشبهنا بالشمس، بالكرامة، بالطيبة، والهيبة.

خالد… ليس مطرب عادي.. هو “صوت المراجل” إذا لبست عقال وغنّت، وصوت البادية إذا قررت أن تكتب شعر بدل الغيم، “وإذا غنيتله؟ بيردلك أغنية… فيها عتب، بس ما فيها فراق”.

عندما صعد على المسرح؟
الجرشيين أحسّوا بأن المسرح صار خليج… والخليج أحس بأن جرش عادت تطل على البحر، من نافذة صوت… اسمه خالد.. وكلّما غنّى خالد… نسمع صدىً ما، لا يشبه الأغنية…
صوتٌ يعرفنا، غائبٌ عن المسارح منذ زمن، لكنّه لم يغب عن السمع… ولا عن القلب”

السياحة ليست فقط أن تزور… السياحة هي أن تحمل “ناسك، وثقافتك، ولهجتك، ونجومك، وتمشي فيهم على درب الشراكة”، والسعودية فعلت ذلك بعين ذكية وقلب كبير..لم يأتوا كي يستعرضوا بل أتوا ليحبوا .. ليشاركوا .. ليضعوا لمساتهم بالمكان الذي يستحقها.

وإدارة مهرجان جرش؟
كانوا “قدّ ” الثقة… لأنهم يعلمون أن السياحة لا تكتمل بلا فن قادم من السعودية .. وبأن جمهور الأردن متعطش أن يسمع “خليج ” بلهجة خالد، أما جمهور الخليج فيأتي كي يرى التاريخ… لكنه يجد نفسه يستمع لمستقبله .

الأردن بوابة الفن، والسعودية بوصلة الرؤية.. وإذا كان الفن يبني جسور… فجرش صنعت مدرج، والسعودية أرسلت عليه أصوات من ذهب.

خالد عبدالرحمن مش ضيف… هو رجع لبيته..
لأنه لما غنى: “تذكر زمان أول”، جرش ردت عليه بصدى: “وأنا بعدني هون… ناطرك”.✍️د.تـينا

المحرر

المحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *