منذ قرون، كنا نبحث عن فارسٍ لا يترجّل… عن كتفٍ نُسند عليها الشرق دون أن ينكسر.
واليوم، لا نتحدث عن سياسة، بل عن ظاهرة اسمها محمد بن سلمان .. الرجل الذي أعاد تعريف معنى “الدولة” في وجدان العرب، لا كحدود، بل كحلمٍ كبير… يُدار بذكاء، ويُحمى بثبات، ويُعاش بسيادة.
ليس ملهماً لأنه يُبهر، بل لأنه يشتغل بصمت… ويُقنع بالصوت الهادئ ما لا تقوله كل الخطابات.
بوجوده، أصبحت الثقة مشروعاً رسمياً ، والخوف مجرد مرحلة انتقالية.
- سموّه… حين تعتذر الجغرافيا ويُصلحها التاريخ:
ما فعله ولي العهد مع سوريا ليس مصالحة دبلوماسية، بل إعادة الاعتراف بوطن كان معلّقاً في الذاكرة.
47 اتفاقية، وأكثر من 24 مليار ريال سعودي، وقبلها: كلمة واحدة أعادت دمشق إلى الخريطة من دون شروط ولا مزاودات.. ما يقدمه سموه في القضية الفلسطينية ليس بيان دعم، بل خارطة طريق تُحرج العالم:
“لا تطبيع بلا دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”
“نُدين الجرائم، ونطالب العالم أن يرى الفلسطيني كدولة”
محمد بن سلمان لا يفاوض على مبادئه… بل يفاوض العالم ليسير عليها.. كاريزما سياسية لا تتجمل، بل تشتغل.. تُحسن الصمت متى يجب، وتُحرّك التاريخ حين يصمت الآخرون.. هو لا يُجمّل الصور… بل يُرمم الهوية.
- حين تصبح الاستثمارات لغة أمم لا لغة مال:
الاقتصاد عند سموّه ليس سوقاً… بل سلاح ناعم، وأدب دبلوماسي، وشكل من أشكال الكرامة، ومن دمشق إلى عمّان، ومن نيويورك إلى الرياض، يرسم سياسة جديدة للعرب:
لا قرار دولي يُبنى دون العروبة، ولا دولة عربية تُرمَّم دون كرامتها.. فهو لا يُغري بالمبالغ، بل يُربك العالم بواقعيته.. رؤيته ليست فقط واقعية بل أذكى من الواقع ، هي تقدُّم ذكي نحو ما نريد، لا ما يُفرض علينا.
في السنوات الأخيرة، كثر السؤال:
هل يستطيع المال أن يصنع مشروعاً سياسياً أخلاقيا؟ أما عن الواقع فتعال…
سموّه لم يُجب على السؤال، بل تجاوزه: فصنع مشروعاً لا يشتري الذمم، بل يستنهض الإرادات.. جعل من الاستثمار أداة إنقاذ، لا أداة سيطرة.
- سموّه… في وجه الفوضى، مشروع دولة نقي:
في زمن الرصاص الطائش، خرج رجل من المملكة يقول:
“كفى ضجيجاً، لنصنع شرقاً أوسطاً جديداً، بلا دموع وبلا خرافات”
لم يُراوغ، لم يركض خلف صورة… بل بنى صورةً جديدة للعرب.. هو ليس مجرد طموح، بل طمأنينة حقيقية بأن في هذا الشرق رجلاً لا يُساوم على الأمن ولا على الأمل.
أمنه لا يقوم على الردع فقط… بل على الإقناع، ومشروعه لا يحتاج حروباً، بل خيالاً تنفيذياً شجاعاً.
في عهد سموّه، لم تعد الدولة ردّ فعل… بل أصبحت فعلاً يُكتب بوعي، ويُنفَّذ بإيمان، ويُؤمَّنْ بقبضة عاقلة لا ترتجف.
- مني ومن روح القلب العربي : هذا ليس مدحاً… هذه شهادة جيل:
نحن لا نمدح… بل نوثّق حضوراً نادراً لرجلٍ حمل الوطن العربي في جيبه، وراح يوزع علينا الأمل بالتساوي.
محمد بن سلمان… ليس زعيم مرحلة، بل مرحلة بحجم زعيم، هو ظاهرة لا تُلخّص في خطاب ولا صورة.. هو الملهم حين تصبح القيادة فنَّاً، والرؤية عقيدة.
نكتبه اليوم لأن التاريخ لا يُعيد نفسه… لكنه أحياناً يمنحنا رجلاً يُعيد التوازن وحده، يُعيد المعنى، ويعيد الثقة بأننا لسنا في آخر الطريق، بل في بدايته الحقيقية.
وما حدا، بس ما حدا، قدر يوحّد جيلاً عربياً على محبة واحترام رجل واحد ، كما فعل هو.. لا لأننا مجرد معجبين… بل لأننا أبناء واقعٍ تغيَّر، فشهدنا وأدركنا وفهمنا.
فهمنا إنه رؤيته مش واقعية فقط… بل أذكى من الواقع.. سموّه ما بيتنازل… بل بيختار الطريق يلي بياخدنا لأبعد من التوقعات، من دون ما يضحي بشيء.
بكتب عن سموّه ليس من باب المدح، بل من فهمي للكاريزما لمّا تصير قدرة… ولمّا يتحوّل الوعي إلى رؤية، والرؤية إلى مشروع، والمشروع إلى أمّة.
سموّه فارس لا يترجل، لأن فيه فرق بين الفارس الذي لا يترجل والذي يترجل .. هو فرق بين أسطورة عم تمشي، وأسطورة ختمت مشيها.
سموّه فارس لا يترجل… لأنه ما خِلق ليكون عابراً، بل بانياً لقرون.. هذه ليست مجاملة، بل شهادة جيل.. شهادة كل مين فهم أن ما يُبنى الآن… لا ينتهي أبداً.
و إذا حدا بيسأل شو السر إني مش سعودية وأكتب عن سموّه… فالسر مش بس بشخصه، السر بشو خلق فيني حضوره.