زايد الدخيل
عمان- رسائل واضحة وجّهها جلالة الملك عبدالله الثاني، عبر مشاركته في القمة العربية والإسلامية غير العادية، التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض أمس، تفيد بأن الأمن والسلام بالمنطقة العربية، لن يتحققا وفق ما يريده الاحتلال الإسرائيلي بإجراءاته أحادية الجانب، في ظل استمراره ولجوئه للقوة العسكرية، بل يتحقق عبر إيجاد تسوية سلمية نهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين.
كما أكدت دعوة جلالته للدول الشقيقة والصديقة، للمشاركة بإطلاق جسر إنساني لكسر الحصار المفروض على الأهل في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الطارئة للقطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية، رسالة سياسية ودعوة لجميع دول العالم لكسر الحصار.
Ad
ويقول الوزير الأسبق د.وائل عربيات، إن المتابع لخطابات جلالة الملك بالقمم العربية والاسلامية وفي المحافل الدولية، يلحظ أنها مكثفة ومركزة الأهداف، باتجاه اتخاذ موقف حازم لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وضرورة التحرك الفوري لإنهاء العدوان، وما يسبب من قتل ودمار وتصعيد بالمنطقة.
وتابع: جلالته في خطابه أكد أن المنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها، وتستدعي تحركا فوريا لإنهائها ولحماية الأبرياء، كما شدد في كلمته على ما خلفته الحرب التي تشنها إسرائيل من دمار وقتل للأبرياء وخرق للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأضاف “جلالته أعاد تذكير المجتمع الدولي بأن التمادي الاسرائيلي لم يكن ليحصل لولا الصمت على ما تفعله والفشل بوقف العدوان”، مبينا ان الاولوية لدى جلالته دائما هي كسر الحصار وإنهاء الكارثة الانسانية والعمل على إيجاد “جسر إنساني” لإيصال المساعدات الطارئة إلى غزة.
وتابع: منذ بدء العدوان على قطاع غزة، عمل جلالته على بناء تحالف دولي لكسب التأييد الدولي لقضية إدخال المساعدت الإنسانية والإغاثية لغزة، وعدم جواز منعها عن أهالي القطاع، على اعتبار أن ذلك يمثل جريمة حرب، إذ وقف الأردن بقيادة جلالته، منذ بداية الحرب الهمجية التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على غزة وفرض حصار فوق الحصار، وسياسة التجويع لأكثر من مليوني إنسان في القطاع، موقف متقدم الصفوف لكسر الحصار، عبر تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية التي ينادي الأردن بأهمية وصولها بشكل عاجل ومستدام للقطاع”.
من جهته، قال الوزير الأسبق مجحم الخريشا، إن الرسائل الملكية بخطاب القمة العربية الاسلامية غير العادية، شددت التأكيد على موقف الأردن الثابت والواضح، بالدعوة لإعادة إطلاق عملية سياسية، هادفة، للوصول لسلام عادل ومستدام، على أساس حل الدولتين، وإدانة الصمت الدولي على ما يحدث من جرائم في قطاع غزة، وعدوان على لبنان، والمطالبة بضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة، وازدواجية المعايير بالتعامل مع هذه الأزمة، وضرورة وقف العدوان على القطاع، وإدخال المساعدات بعيدا عن أي اشتراطات، تضع أهالي القطاع تحت صلف الاحتلال.
واضاف “ يعتبر جلالته أن التصعيد بالضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة تقوض فرص السلام وتهدد أمن المنطقة كلها، مع تأكيد جلالته بأن السلام والاستقرار يتحقق بالمنطقة عبر انجاز حل الدولتين، كسبيل وحيد لمستقبل آمن للشرق الأوسط، ووقف سفك الدماء الذي نشهده اليوم، باعتباره نتيجة لفشل الأفق السياسي بالوصول لحل عادل لمأساة الفلسطينيين.
وتابع: رسائل جلالته واضحة للمجتمع الدولي بضرورة التأكيد على دعم سيادة لبنان وأمنه ووقف الحرب عليه، وتوفير كل ما يحتاجه الشعب اللبناني من مساعدات.
واشار في هذا الاطار، للدور الأردني، الدائم والساعي لتحقيق العدالة في منطقة تعيش تحت وقع الحروب والصراعات منذ أمد طويل، واحتواء وتحقيق التهدئة والسلام للخروج من الأزمة، وأظهرت هذه الرسائل عمق الرؤية الملكية بإستشراف الخطر المحدق في المنطقة والعالم، بعد توسعة الحرب القائمة على غزة لتمتد الى لبنان، وما سيتبع ذلك من مخاطر على الأمن والاستقرار في المنطقة، والسلم العالمي، وتكبد مزيد من سقوط الضحايا الأبرياء من المدنيين.
وأشار إلى أن دعوة جلالته لإطلاق جسر إنساني لإيصال المساعدات الطارئة إلى غزة هي تأكيد بأن الأردن يقف دائما لنصرة الفلسطينيين، حيث بدأ بنفسه مواجهة المخاطر لكسر الحصار على أهل قطاع غزة، فضلا عن المطالبة المستمرة بوقف الحرب عليهم، ورفع الظلم عنهم وعن أهل الضفة الغربية، وتلبية حقهم في الحرية، لتستعيد المنطقة أمنها، وتحقق السلام العادل الذي تستحقه.
بدوره، قال المحلل السياسي د.صدام الحجاحجة، إن جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد دائما أن السبيل الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار والسلام للمنطقة هو بإيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، موضحا ان جلالته شدد برسائله على ضرورة بحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية؛ عبر مخاطبة المجتمع الدولي عن طريق قادة دول لها تأثيرها ومكانتها، الإقليمية أو الدولية، بصوت واحد، للتأكيد على التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية، وفتح آفاق لتسوية الصراع، على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بما يحقق طموحات شعوبها.
وتابع: طالب جلالته في كلمته المجتمع الدولي، بأن يتخذ موقفا حازما لمنع تفاقم الكارثة الانسانية في غزة، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، إذ قالها جلالته بكل صراحة ووضوح “لا نريد كلاما، نريد مواقف جادة وجهودا ملموسة لإنهاء المأساة، وإنقاذ أهلنا في غزة، وتوفير ما يحتاجون من مساعدات”.
وتابع: وضع جلالة الملك خريطة طريق أمام القادة المشاركين في القمة والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي، تتضمن استحقاقات التعامل مع ملف الحرب على غزة والعدوان على لبنان أو الذهاب إلى الخيار الآخر، والمتمثل باستمرار حرب الإبادة على المدنيين في القطاع والتصعيد في المنطقة وجرها إلى حرب إقليمية.
وأشار إلى أن الرسائل الملكية الداعية لوقف الحرب والتهدئة، وإدخال المساعدات، والحفاظ على حق الحياة، والبدء بعملية سلمية تفضي لحل الدولتين، كانت واضحة لا لبس فيها، وإن عواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين تجاه ما يحدث، ستكون كارثية على المنطقة والعالم أجمع.
واستكمل: أوصل جلالته في كلمته الشاملة رسالة واضحة للمجتمع الدولي، لإعادة التركيز على القضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر الصراع في المنطقة منذ أكثر من سبعة عقود، وتجاهل حلها، سيؤدي لاشتعال النار من جديد، وهذا بدوره، سيفشل تحقيق أي تقدم نحو أفق سياسي، يحقق السلام للجانبين على حد سواء.