الألم النفسي يحيط بالبشرية من كل جانب، فمن لم يذق ويلات الحروب في بلده، لا شكّ أنه عاش في نارها وعاين جراحها على وسائل التواصل الاجتماعي، فالعالم الفسيح المليء بالأماكن الآمنة قد يبدأ اشتعاله في لحظة، وأثر نيران الحرب يمتد حتى بعد إخمادها.
للحرب تأثير كارثي على صحة المجتمع، فالصراع يتسبب في خسائر بشرية ومعاناة أكثر من أي مرض ملحوظ، كما أن الناس تعاني من أضرار فيسيولوجية وسلوكية طويلة الأمد، حتى بعد طيّ صفحة الحروب، وقد تختبر ما يسمّى “اضطراب ما بعد الصدمة”.
تكاليف الصراعات
في الحقيقة، هناك حالياً نحو 29 صراعاً مسلحاً في جميع أنحاء العالم، واللافت أن التكاليف على الصحة النفسية كبيرة.
فقد تبيّن من خلال المراجعات المنهجية التي أُجريت على اللاجئين وطالبي اللجوء والأشخاص الذين يعيشون في مناطق الحرب، أن الأفراد المعرضين للصراع المسلّح هم أكثر عرضةً بثلاث مرات للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أو اضطرابات القلق، أو الاكتئاب الشديد، وهذه الصدمة تطال بشكل خاص الأطفال.