المـلاذ – خاص .. “توت أرض” مش فرقة… هي نبض الجرح، وتوق الوتر هي حالة نزوح لا تهدأ، صوت بلا وطن لكنه يصرخ من تحت الأرض، من جرح لا يلتئم.. هم من قرية على أطراف الجولان، حيث الحجر يشهد على تاريخ ممزق، والهواء يحمل أصداء حلم مهدور.
موسيقاهم ليست مجرد صوت، بل رقصة وتر تشتعل بين الفقد والتمرد، بين ذاكرة الأرض والهوية الضائعة.. هي حكاية من لا يُحتَسَبون على خرائط الجواز، ولا يسكنون بين صفحات الوثائق، لكنهم يسكنون القلب، ويتركون وراءهم رائحة النار والرمل والريح.
في المسرح الشمالي، حيث العُمق يتنفس عبر الأعمدة القديمة، لن يكون الحفل رمادياً، بل موجة لحن تشتعل، ترقص على أشلاء الواقع، وتحول الألم إلى عيد، لحن الحرية المطلق… حيث يصبح الوتر أكثر من صوت، يصبح نبضاً..صرخة.. وأمل.
“توت أرض” مش فرقة… بل استفهام إيقاعيّ
يرفض النظام، يتذوّق الخراب، ويحوّل الحنين إلى رقصة
على أنقاض ما ظنناه “وطناً مستقراً”.. موسيقاهم ليست ترفاً .. بل مرآة مكسورة يرى فيها الجمهور وجوهاً نسوها: البدوي، المهاجر، القلق، الراقص، والصامت الذي لا يجد مكاناً في الأغنية الوطنية الرسمية.
و في مكانٍ تحرسه الأعمدة وتشمّ فيه الأرض صوتها قبل أن تنطق، تجيء فرقة توت أرض إلى المسرح الشمالي ،يوم السبت ٢٦ تموز الساعة التاسعة مساءً ضمن فعاليات مهرجان جرش ٣٩، تحت شعار “هنا الأردن… ومجده مستمر”، لتمارس طقساً موسيقياً لا يُشبه المهرجانات… بل يُشبه ما تبقّى من الحقيقة.✍️د. تـينا